الجمعة، 1 يناير 2016

أنت زجاجة عطرى

زوجتى الحبيبة الغالية قدراً اشهد ربى بعدد قطرات المطر التى هطلت علينا بالامس كم احبك كم اهواك كم اهيم بك عشقاً كم تتمتم تسبيحات قلبى التى اتلوها فى كل لحظة بإسمك كم اراك فى قمة الكمال متربعة على عرش البهاء الاسطورى متزينة بتاج مملكتى التى لا منازع لك بها و لا شريك فانت العائلة المالكة برمتها فإزدادى فخراً و تيهاً أنك اللحن الابدى الذى لا تنقطع نغماته فى ارجاء الكون الفسيح و أنك القصيدة التى تفرغ كل اقلامى قبل ان اصل لنهايتها و انك الشمس التى تخالف كل نواميس الطبيعة فلا أفول لها أبداً و أنت الوردة التى لا تذبل أبداً بل تزداد تفتحاً و يزداد عبق أريجها إنتشاراً ... بك إكتملت حبيبتى أنت زجاجة عطرى التى تكسبنى رائحة عشق مميزة بين رجال العالمين متفرداً بينهم منك أستمد سعادتى و قوتى بك أقوى على نوائب الحياة و تدابير القدر لأحمل شعار الختم الملكى لك على قلبى ... حبيبتى و كأن قبلتك لى دبوسى الماسى برابطة عنقى تمنحنى التفرد و التميز بل تكسبنى الهوية فأنا بذاتى بلا عنوان و اكتسبت عنوانى و سكنى و وطنى و كيانى بك و معك و بفضلك يا اعظم جنسية لدولة العشق الابدى التى حصل عليها مواطن واحد فى هذا الكون و هو انا ثم اغلق باب اللجوء لهذا القلب الساحر الفتان للابد... معبودة القلب و سلواه مهجة الفؤاد و شقيقة القلب توأم الروح مليكة الاحساس ملهمتى و مفجرة عشقى و صاحبة الاياد البيضاء على كيانى التى نشرت زهر الياسمين و عبق الرياحين فى ارجائى فصارت نفسى مشرقة بعد ان ظلت خربة مقفرة مهجورة الا من غربان اليأس و الوحدة تنعق بما يجعل الانسان يكفر بوجود الحب فى هذا العالم البغيض القسمات ... حبيبتى عذراً و أسفاً على انى ظننت انى بك اكتملت!! لا و ربى فإنك قد صنعتينى على يديك الرقيقتين أعدت هدم كل أسسى و أرسيتى دعائم شخص جديد بفضلك أحسست الرجولة فى حضنك الدافئ الحنون و على شفتيك تعلمات كل لغات العشق فى آن واحد و فى عينيك كنت أتجول بكل بساتين الهوى فى أرجاء المعمورة ... حبيبتى قبلك كنت طفل بائس حزين ظن ان سعادته حين يلهو فى يوم ممطر بتراب الارض فإتسخت وجنتاه بالطين فما وجد من أحد يزيل درنه و ينظف ما تلطخ به وجهه و أخذ يصرخ و يستنجد بكل الناس و لا من مجيب فهكذا البشر معبودتى كل على قدر مصلحة شخصية زائلة معك حتى اذا ما ابصرك فاندفع اليك اندفاع الاعصار فكنت خير مأوى كنت السكن لثائرة نفسه و أزلتى ما عليه من دنس و خطايا كان يظن بها سعادته بثوبك الابيض الذى ظل ابيض حتى من بعد ان ازلتى ما عليه فانت طاهرة مطهرة ذاتية النقاء و اصطحبتيه الى الغرفة الوحيدة بقلبك فابدلتى ثوبه و البستيه حلة السعادة و الفرح المزركشة باريج الحب فإستكان بين يديك و نام نوم بلا نعاس كمسافر بعد مسيرة ايام اضناه فيها التعب فوجد الراحة و السكن... يا نعم القلب الذى اهدانى به الله على صنيع لا اعلم مدى عظمته حتى يكون قلبك هو الجزاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق