السبت، 12 ديسمبر 2015

لا تأخذنى بأقوال الوشاة

لا اعرف بما اناديك يا اروع من مشى على الثرى يا مهجة القلب و سلوى الوجدان فأنت اكبر من اى كلمة توصفين بها فقد عقمت العربية عن ان تأتى بلفظة تتناسب مع ما اشعر به نحوك و ليس هذا لقصور اللغة بل لانك متفردة فى البهاء و الرقة و الانوثة على مر العصور يا فاتنة مجنونة المشاعر متدفقة الاحساس طاهرة القلب ندية الصوت ناعمة النظرات... يا معبودتى معشوقتى ملهمتى ما بك؟ ماذا اصاب قلبينا؟ اهى نيران الحسد من قصة حب اسطورية لم ير لها العالم مثيلا؟ ام البغضاء التى تأبى الا ان تكون للمحبين خصيماً و للعاشقين عدوا و لكل المشاعر الرائعة التى تنساب بين قلبينا متربصاً؟ يا شقية النظرات خجولة القسمات احبك احبك احبك مالى من سبيل اسلكه الا حبك فى دروب الدنيا المظلمة التى ما رأيت بها بصيص ضوء الا بعد ان اشعلت قنديل العشق فى عينيك التى اسرتنى منذ ان ابصرتك و كأنك اسطورة النداهة التى ما علمت انها استدعت و لا فتنت قلباً غير قلبى فاندفعت الى طريق حبك اتلمس الحب و الامان و الراحة و المشاعر الصادقة و كلما قطعت من مسافة يزداد ضيائى الداخلى فاندفع اكثر فيفيض من عينيي و على وجنتى بابتسامة لم اعهدها فى نفسى من قبل اصبحت هادئ النفس ثائر المشاعر كلما سلكت طريقاً الى قلبك اجد نفسى لا ازال احتاج المزيد من السير فى بساتينك اللانهاية لعددها و اتساعها ابصرت سعادة الدنيا تتلألأ على بوابات قلبك احسست بالراحة بعد النصب و الارتواء بعد العطش و السكينة بعد الوحشة بمجرد ان ولجت من بوابات قلبك الشامخة حتى اذا ما اكملت خطوتى اغلقت البوابات و اوصدت بلا رجعة واكتفي قلبك العامر بساكنه الذى اخذ يجرى كالطفل الصغير بمدينة الملاهى ليجرب كل الالعاب و لا يدرى بايها يبدأ من فرط الفرحة التى يعايشها ... حبيبتى يا مليكة القلب وقفت متضرعاً متزلفاً على بوابات القصر مقدما حياتى و قلبى قربانا لعشق خالد خلود القدر على رقاب العباد قدمت كل ما املك من مشاعر و احاسيس صادقة خرجت بلا مواربة فى لحظات التطهر الذاتى من خطايا لم ارتكبها و مشاق كابدتها فما عدت اقوى على مواجهة دنس الحياة بعد ان كفرت بكل ما هو جميل فى الدنيا و لكن استغفرك ربى فقد بعثت الى اعظم ملائكتك لكى تأخذ بيدى وقت ان كنت بلا ملجأ و لا هوية و لا نسب كطفل حديث الولادة جاء سفاحاً و تخلصت منه امه فى فناء خرب ... اقتلعتنى شجونى من تربة الايمان بالحب لتقذفنى بعيداً بأرض الكفر بالعشق مع من باعوا قلوبهم بدينارهم و اشتروا المتع الحسية على اعظم منح الله للإنسان و هو الحب الصادق الذى يجعلك ملائكياً... يا من كنت فى بعدها مسخ لا للانسانية و لا لما دونها انتمى كنت بلا ملامح و لا قسمات كنت هائم فى الدنيا الا اننى كنت دائم التضرع لربى ان ارشدنى الى من ابحث عنها و لا اعلمها الى من عشقتها من قبل ان القاها حتى اذا لقيتها قذفت نور يقين وحى العشق فى قلبى فتمتم بتسبيحات هواها من فوره... يا من كنت لى معلمتى و ملهمتى كبف تستقيم حياتى بدونك؟ كيف يطيب لى عيش بدون ان تكونى فى كل ارجائى تحوطينى بحبك برعايتك باهتمامك و قبل هذا بنظرة عينيك التى تنسف جبال الكراهية من منبتها فلا يتبقى لى الا طريق ممهد احبو فيه اتربى على يديك و فى بساتين عشقك كى ابدأ اولى ايام طهر الحياة الخالدة الذكر بعبق اريج قلبك الوردى البض يا اسطورية الوجود يا اعظم نساء الكون... انت الصادقة المصدوقة نقية القلب طاهرة اللسان حلوة المشاعر اراك فى كفة راجحة تطيش امامها كل شخوص و كلمات و اقوال و افعال الكون كله اذا ما اشرت للمغرب و قلت ها هنا تشرق الشمس قلت آمين حقاً اذا ما حاول الوشاة الوقيعة بيننا ازددت حباً و عشقاً و تعلقاً و قرباً و تزلفاً لفينوس كل العصور التى خلدتها الاساطير على خلاف الحقيقة و هى انك الابهى و الاشهى و الاروع يا معبودة القلب.
بعشقك بكل جوارحى.
               لا تأخذنى بأقوال الوشاة                    و لم أذنب و قد كثرت بى الأقاويل
(مقتبسة من نهج البردة لسيدنا/ كعب بن زهير إبن أبى سلمى)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق